هكذا قالت رابعه العدويه لزوجها أحمد بن أبي الحواري
قال أحمد:
قالت لي رابعه:أي أخي،أعلمت أن العبد إذا عمل بطاعة الله أطلعه الجبار على مساوئ عمله فيتشاغل به دون خلقه؟!
وعن أحمد بن أبي الحواري قال:"كانت لرابعه أحوال شتى ،فمرةً يغلب عليها الحب ،ومرةً يغلب عليها الأنس ،ومرةً يغلب عليهاالخوف،فسمعتها تقول في حال الحب:
حبيب ليس يعدله حبيب..............ولا لسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن بصري وشخصي.......ولكن عن فؤادي ما يغيب
وسمعتها في حال الأنس تقول:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي............وأبحت جسمي من أرادجلوسي
فالجسم مني للجليسمؤانسٌ.............وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
وسمعتها في حال الخوف تقول:
وزادي قليل ما أراه مبلغي............أللزاد أبكي أم لطول مسافتي؟
أتحرقني بالناريا غاية المنى؟.......فأين رجائي فيك؟أين محبتي؟
وقال أحمد بن أبي الحواري:
سمعت رابعه تقول:
"إني لأظنُّبالقمة الطيبة أن أطعمها نفسي ،وإني لأرى ذراعي قد سَمُن فأحزن.
قال:وربما قلت لها:أصائمةٌ أنت اليوم؟فتقول:
ما مثلي يفطر في الدنيا.قال:وربما نظرت إلى وجهها ورقبتها فيتحرك قلبي على رؤيتها مالا يتحرك مع مذاكرتي مع إصحابنا من أثر العبادة.وقالت لي:
لست أحبك حب الأزواج إنما أحبك حب الإخوان،وإنما رغبةً فيك رغبةً في خدمتك،وإنما كنت أحب وأتمنى أن يأكل ملكي ومالي مثلك ومثل إخوانك".
وقال أحمد أيضاً:
وكانت لها سبعة ألآف د
الله المستعانرهم فأنفقتها علي ،فكانت إذا طبخت قِدراً قالت:
كُلها يا سيدي فما نضجت إلا بالتسبيح.وقالت لي:لست أستحل أن أمنعك نفسي وغيري،
إذهب فتزوج . قا ل: فتزوجت ثلاثاً،وكانت تطعمني اللحم،وتقول إذهب بقوتك إلى أهلك.وكنت إذا أردت جماعها نهاراًقالت:
أسألك بالله لاتفطِّرني اليوم.وإذا أردتها بالليل قالت:
أسألك بالله لما وهبتني لله الليل
فمذا عملنا نحن ؟ وهل يستطيع أحدنا أن يفعل مثل ما فعلت؟